الألعاب ليست مجرد متعة، بل هي أيضًا جزء من ثقافة الشعب. منذ العصور القديمة، مارس الكازاخستانيون عشرات الألعاب الوطنية التي حملت في طياتها عناصر التعليم والتدريب العسكري والتحمل والوحدة. ولفترة طويلة، طواها النسيان، مفسحة المجال للرياضة والترفيه الحديثين. ومع ذلك، تشهد كازاخستان اليوم نهضة حقيقية للثقافة العرقية - فإلى جانب الموسيقى والحرف والأزياء، تعود ألعاب الأجداد.
أروع ألعاب السهوب
ربما تكون لعبة "كوكبار" اللعبة الأكثر شهرة وديناميكية، وقد اكتسبت شعبية متجددة بفضل ألعاب البدو العالمية. تتطلب المنافسة الجماعية على الخيول باستخدام جثة ماعز قوةً ورشاقةً وروحًا جماعية من الفرسان. واليوم، تُقام "كوكبار" في بطولات وطنية ودولية، حيث تعج الملاعب بالجمهور.
"أوداريسبك" هي معركة فردية على الخيول، حيث يحاول فارسان سحب بعضهما البعض من السرج. كادت هذه اللعبة أن تُنسى في القرن العشرين، لكنها الآن تُعرض من جديد في المهرجانات العرقية والفعاليات الرياضية.
لعبة "تينغي إيلو" (التقاط قطعة نقود من الأرض أثناء السباق) كانت تختبر في الماضي انتباه الفارس ورد فعله. واليوم، تُدرج ضمن برامج الفعاليات الرياضية العرقية، وتثير اهتمام السياح باستمرار.
التقاليد الفكرية
تحتل لعبة "توغيزكومالاك"، وهي لعبة فكرية تُسمى "شطرنج السهوب"، مكانة خاصة. قبل عدة عقود، كانت معروفة فقط في القرى، ولكن بفضل الترويج النشط لاتحاد "توغيزكومالاك"، تُدرّس اليوم في المدارس، وتُقام بطولات عالمية، وتتوفر نسخ إلكترونية منها على الهواتف الذكية.
تدريب فرسان المستقبل
"أسيك أتو" (الرماية بعظام كبش خاصة - أسيك). اليوم، عادت هذه اللعبة البسيطة والمثيرة إلى الشعبية بين الأطفال. وهي مدرجة في البرامج المدرسية، وتُقام أيضًا بطولات رسمية.
لعبة "زامبي أتو" هي رياضة الرماية على هدف (عادةً ما يكون عملة فضية أو قرصًا). كانت تُختبر في الماضي دقة المحاربين المستقبليين، واليوم تُعاد إحياؤها في نوادي الرماية التقليدية.
"ألتيباكان" لعبة وطنية يتجمع فيها الشباب في المساء. إنها ليست مجرد لعبة، بل هي أيضًا ظاهرة ثقافية مرتبطة بالأغاني والمعارف والعادات الشعبية. اليوم، يُمكن مشاهدة "ألتيباكان" بكثرة في المهرجانات العرقية.
"كيز كو" (مطاردة فتاة) لعبة رومانسية وديناميكية، حيث يحاول شاب اللحاق بفتاة هاربة، وإذا لم يكن لديه وقت، يحق لها ضربه بالسوط. تُعرض هذه اللعبة الآن بكثرة في أعياد نوريز والعروض الإثنوغرافية.
"أركان تارتو" (شد الحبل) لعبة قديمة أخرى كانت تختبر قوة وتماسك الفريق. اليوم، تُدرج بسهولة في فعاليات "سبارتاكياد" المدرسية والطلابية. ألعاب البدو العالمية: منصة للإحياء
تجدر الإشارة بشكل منفصل إلى ألعاب البدو العالمية (WNG)، التي تُقام منذ عام ٢٠١٤، وأصبحت منصة مهمة لنشر الألعاب المنسية. يجتمع ممثلو عشرات الدول في هذه المسابقات واسعة النطاق في قيرغيزستان وكازاخستان لإظهار قوة وجمال الرياضات العرقية. بالإضافة إلى "كوكبار"، تُقام هنا بطولات في أوداريسبك، وزامبي أتو، والمصارعة الكازاخستانية، وأركان تارتو، وتوغيزكومالاك، وأسيك أتو. وقد تحولت ألعاب WNG إلى مهرجان حقيقي للثقافة البدوية، حيث تنبض التقاليد القديمة بالحياة أمام أعين آلاف المتفرجين وتتردد صداها في أذهان الجيل الجديد.
الرسالة العرقية والثقافية للألعاب
إن إحياء الألعاب الوطنية ليس مجرد رياضة، بل هو جزء من حركة واسعة النطاق للحفاظ على الهوية الثقافية. تُعيد الألعاب إحياء اهتمام الأطفال بالتقاليد، وتُنمّي خفة الحركة والقوة والذكاء، وتُعزز الشعور بالانتماء للمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه الألعاب بجاذبية سياحية: فقد ساهمت التجمعات العرقية وألعاب البدو العالمية في جعل الألعاب الكازاخستانية شائعة بين الأجانب. يشاهد السياح لعبة "كوكبار" بإعجاب، ويجربون لعب "أسيك أتو" أو "توغيزكومالاك".
إذا كنت أجنبيًا وتزور بلدنا لأول مرة، فلا تنسَ تجربة لعب "توغيزكومالاك" أو "أسيك أتو"، وزيارة "كوكبار" مذهل. ستُطلعك هذه الألعاب على الثقافة الكازاخية أكثر بكثير مما تجده على الإنترنت.