عُرضت مسرحية "المملوك. السلطان بيبرس" على المسرح الدولي في موسكو

عُرضت مسرحية "المملوك. السلطان بيبرس" على المسرح الدولي في موسكو

عُرضت مسرحية "السلطان المملوكي بيبرس" لأول مرة في مهرجان موسكو المسرحي الدولي. وقد لاقت المسرحية، التي تروي قصة الحاكم العظيم ذي الأصول التركية، استحسانًا كبيرًا من الجمهور وخبراء الثقافة، مؤكدةً الاهتمام المتزايد بالمواضيع التاريخية والتراث الثقافي لكازاخستان.

إحياء روح السهوب: مسرحية "السلطان المملوكي بيبرس" تأسر جمهور موسكو.

شهدت موسكو، إحدى أهم العواصم الثقافية في العالم، مؤخرًا عرضًا فنيًا قويًا من قلب أوراسيا. عُرضت مسرحية "السلطان المملوكي بيبرس" على خشبة المسرح الدولي لأول مرة، وهو عرض يُحيي صورة أحد أعظم أبناء السهوب الكازاخية، الذي دخل مساره التاريخ العالمي من فتى كيبتشاك إلى سلطان مصر. لم يعد هذا العرض الدرامي مجرد جزء من برنامج المهرجان، بل أصبح تعبيرًا ثقافيًا، ونقطة جذب لتاريخ الشعوب التركية الغني، والذي غالبًا ما يُستهان به. بالنسبة للمشاهدين الروس، كان هذا العرض بمثابة مقدمة نادرة وصادقة لصورة بيبرس، القائد العسكري والدبلوماسي الأسطوري، رمزًا للشجاعة والشرف والذكاء الاستراتيجي.

التاريخ يُبعث على خشبة المسرح

عرض "مملوك" ليس مجرد كتاب تاريخ، بل لوحة فنية حية مليئة بالعواطف والصراعات الداخلية والخيارات السياسية الصعبة. إنها قصة رجل مُنتزع من وطنه، سار على درب العبودية وأصبح أحد أكثر قادة العالم الإسلامي تأثيرًا في القرن الثالث عشر.

جماليات العرض، والعمل بالضوء، والأزياء الوطنية، والموسيقى المرافقة للعرض، تخلق جوًا ينبض فيه التراث بالحداثة، ويكتسب الماضي أهمية بالغة.

صوت كازاخستان على المسرح الدولي

يُمثل ظهور "مملوك" على المسرح الدولي حدثًا مهمًا ليس فقط لصناعة المسرح في كازاخستان، بل للبلاد بأكملها. إنه إشارة: لدى كازاخستان ما تقوله للعالم - ليس فقط من خلال الموارد الطبيعية والإصلاحات الاقتصادية، ولكن أيضًا من خلال الثقافة، التي تُشكل الهوية، وتُثير الفخر الوطني، وتُشكل جسرًا بين الشعوب.

لم يكن من قبيل المصادفة أن تكون موسكو مسرحًا للعرض الأول. فقد وحّد الاهتمام المشترك بين ثقافتي البلدين، وعمق التراث التاريخي المشترك، والسعي وراء صيغ فنية جديدة، القوى الإبداعية. وقد لاقى العرض استحسانًا كبيرًا من الجمهور ونقاد المسرح على حد سواء، لما اتسم به من صدق وعمق وجمالية.

ليس مجرد ذكرى، بل رسالة أيضًا

يُعدّ السلطان بيبرس شخصيةً بارزةً، ليس فقط في سياق تاريخ كازاخستان، بل أيضًا على نطاق الشرق الإسلامي والبحر الأبيض المتوسط والحروب الصليبية. اشتهر اسمه في القاهرة ودمشق والقدس، لكنه ظلّ لفترة طويلة في الظل في وطنه. واليوم، يضطلع المسرح بمهمةٍ هامة، ألا وهي إعادة بيبرس إلى الوعي الثقافي الشعبي، وسرد قصته بلغة المسرح، مفهومة وقريبة من المشاهد المعاصر.

هذا العرض ليس مجرد دراما تاريخية، بل هو تذكيرٌ بالجذور، وبالأبطال الذين شكّلت مصائرهم معالم حضارات بأكملها. هذه هي الدبلوماسية الثقافية، تُخبر العالم: كازاخستان صوتٌ قوي، يُعبّر عن نفسه بثقةٍ وكرامةٍ وإيمانٍ بثقافته.

أصبح عرض "المملوك. السلطان بيبرس" بدايةَ نقاشٍ واسع. عن الماضي الذي يُشكّل الحاضر. عن ثقافةٍ قادرةٍ على التوحيد. عن الأبطال الذين حان وقت عودتهم إلى مسرح التاريخ - وإلى قلوب الناس.

33
19.07.2025