لعبة سانديت

يُعدّ عيد "سونديت توي" من أهمّ الطقوس في حياة كلّ فتى كازاخستاني، إذ يرمز إلى دخوله إلى العالم الإسلامي وانتقاله إلى مرحلة جديدة من النموّ.

يُحتفل في هذا العيد بطقس الختان (سونديت)، وهو ليس طقسًا دينيًا فحسب، بل تقليد عائليّ مهمّ أيضًا. في كازاخستان، يُحتفل بعيد "سونديت توي" على نطاق واسع، مُراعين عاداتٍ عريقة.

يعود هذا التقليد إلى الشرائع الإسلامية، حيث يرمز الختان إلى الطهارة الروحية والانتماء إلى المجتمع الإسلامي. يُجرى الختان عندما يكون الصبي في سنّ غير سنّه - 3 أو 5 أو 7 سنوات.

يتطلب تنظيم عيد "سونديت توي" تنظيمًا دقيقًا. أولًا، يجب اختيار طبيب مختصّ - حيث يُجري العملية أطباء ذوو خبرة. من المهم أيضًا تحضير الصبي - حيث يُحدّثونه مُسبقًا، ويشرحون له أهمية الطقوس حتى لا يشعر بالخوف.

وفقًا للعادات، يُعلن عن تاريخ العيد في اليوم السابق لبدء الحدث نفسه. في السابق، كان الطفل الذي سيُختتن يزور منازل قريته مع صديقه ويعلن عن العيد. كان الصبية يطوفون بين المنازل ويوزعون الهدايا على أصحابها. وكان أصحاب المنازل يضعون وشاحًا أبيض أو متعدد الألوان على رقبة الصبي لإنجاح مراسم الختان. بعد ذلك، يُختار يوم "محظوظ" للختان. يعتبر الكازاخستانيون يوم الأربعاء "يومًا محظوظًا". بعد الختان، كانوا يُحضرون لعبة. في العيد، يهنئ الجميع دون استثناء بطل المناسبة، ويقدمون له هدايا قيّمة وأموالًا وماشية. ويقوم الوالدان بدورهما بإعداد مائدة شهية وإقامة فعاليات ترفيهية ممتعة بهذه المناسبة. يشعر الصبي نفسه بأنه رجل حقيقي، فارس، ويحظى باهتمام خاص في العيد. وبالطبع، لا تخلو المناسبة من الطقوس والأغاني التقليدية، حيث يُغدق عليه الشاشو، وتُغنى الأغاني الوطنية تكريمًا له، ويُقدم له الدعم بكل طريقة ممكنة. لعبة السوديت ليست مجرد طقس ديني، بل هي مناسبة عائلية مهمة تجمع الأجيال. يُحتفل بها في جميع أنحاء كازاخستان على نطاق واسع، محافظين على تقاليد الأجداد العريقة. يتطلب التحضير للعيد عناية فائقة، لكن الأهم هو خلق جو من الفرح والاحترام والدفء للطفل والضيوف.